ملخص كتاب | قراءة في دفاتر المواطنة المصرية الزحف غير المقدس تأميم الدولة للدين

الفصل الأول: مقدمات في المنهج: بين اللياقة المنهجية وفاعلية المنهج

لا أدري لماذا كان هذا البحث ۔ بعد طيلة أكثر من ثلاثين عا ًما أمارس فيها البحث العلمي- داف ًعا لي لأتساءل حول أسئلة مبدئية: ما هي وظيفة البحث والباحث؟ ما علاقة التنظير بإصلاح المجتمعات؟! وكيف يمكن دراسة موضوع مثل المواطنة ؟

أسئلة تواردت على ذهني حينما ُكلفت ببحث عن المواطنة. وبدا أن البعض يتوقع مني دراسة على نس ٍق مع ٍين يكون مدخلي فيها العلمانية. والبعض الآخر توقع أن أبحث في مشاكل الأقباط والمواطنة، وآخرون ربما رأوا أن قضية الهوية والمدخل منها هو الأنسب، ولا بأس من إشارة البعض علي بدراسة الدستور وملاحظة تقارير التنمية

البشرية، والتنمية الإنسانية العربية.

كل هؤلاء توقعوا أن ُتمارس نفس الرطانة العلمية والبحثية الأكاديمية، فطفقت أستكشف مصادر أشاروا بها، وأدوات مستبطنة فيها، ومناهج اهتممت بفحصها، إلا أنني شعرت وبشك ٍل كبيرٍ أن استجابة كل ذلك كانت قليل ًة وربما كليل ًة. وشعرت أن بعض ما أردت أن أبدأ به في عملية التنظير من بيان مفاهيم والتمييز فيما بينها أمور تستر الظاهرة ولا تجليها. نحن أمام ظواهر ثلاث وعوامل تمثلها: الدولة، الدين، المواطنة. الدولة المتغير الأساسي، والدين متغير العلاقة، والمواطنة َو َسط لبحث العلاقة. عملية أظنها معقدة. إن كل واحد منها يعاني من غمو ٍض في التطبيق،

خاصة حينما يكون مجال الدراسة مصر.